كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
وقال آبن إسحاق : قتل من المشركين يومئذ آثنا عشر أو ثلاثة عشر رجلا . وقال : وقد كان حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر يعد سلاحا ويصلح منه قبل دخول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقالت له آمرأته : لماذا تعد ما أرى ؟ قال : لمحمد وأصحابه ، قالت : والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شئ ؛ قال : والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم ، ثم قال :
إن يقبلوا اليوم فمالي علة . . . هذا سلاح كامل وأله
وذو غرارين سريع السلة
ثم شهد يوم الخندمة ، فلما آنهزم القوم دخل على آمرأته وقال : أغلقي علي بابي ؛ قالت : فأين الذي كنت تقول ؟ فقال :
إنك لو شهدت يوم الخندمة . . . إذ فر صفوان وفر عكرمة
وآبو يزيد قائم كالموتمه . . . وآستقبلتهم بالسيوف المسلمة
يقطن كل ساعد وجمجمة . . . ضربا فلا تسمع إلا غمغمة
لهم نهيت خلفنا وهمهمة . . . لا تنطقي في اللوم أدنى كلمة
قال آبن هشام : ويروى للرعاش الهذلي .
وكان ممن فر يومئذ هبيرة بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، وهو زوج أم هاني بنت أبى طالب أخت علي لأبويه ؛ فأسلمت ، وهرب هبيرة إلى نجران ، وقال معتذرا من فراره :
لعمرك ما وليت ظهري محمدا . . . وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل
ولكنني قلبت أمري فلم أجد . . . لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلى
وقفت فلما خفت ضيعة موقفي . . . رجعت لعود كالهزبر إلى الشبل
قال آبن هشام : وكان شعار أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم فتح مكة وحنين والطائف : شعار المهاجرين : يا بني عبد الرحمن ، وشعار الخزرج : يا بني عبد الله ، وشعار الأوس : يا بني عبيد الله ؛ وكان الفتح يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان .

الصفحة 215