كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 219 """"""
يا خير من حملت على أوصالها . . . عيرانة سرح اليدين غشوم
إني لمعتذر إليك من الذي . . . أسديت إذا أنا في الضلال مقيم
أيام تأمرني بأغوى خطة . . . سهم ، وتأمرني بها مخزوم
وأمد أسباب الردى ويقودني . . . أمر الغواة ، وأمرهم مشؤم
فاليوم آمن بالنبي محمد . . . قلبي ومخطئ هذه محروم
مضت العداوة وآنقضت أسبابها . . . وأتت أواصر بيننا وحلوم
فآغفر فدى لك والدي كلاهما . . . وآرحم فإنك راحم مرحوم
وعليك من سمة المليك علامة . . . نور أغر وخاتم مختوم
أعطاك بعد محبة برهانه . . . شرفا وبرهان الإله عظيم
ذكر دخول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسجد ، وطوافة بالبيت ودخوله الكعبة ، وما فعل بالأصنام
قال : ولما نزل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مكة وآطمأن الناس ، خرج حتى جاء البيت ، فطاف به سبعا على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده ، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ، ففتحت له ، فدخلها ، فوجد فيها حمامة من عيدان ، فكسرها بيده وطرحها ، ثم وقف على باب الكعبة فقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ؛ ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا ، ففيه الدية مغلظة ، مائة من الإبل ، أربعون منها في بطونها