كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 221 """"""
قال محمد بن سعد : كان حول الكعبة ثلثمائة وستون صنما ، وكان أعظمها هبل ، وساق الحديث نحو ما تقدم ، فقال تميم بن أسد الخزاعي في ذلك :
وفي الأصنام معتبر وعلم . . . لمن يرجو الثواب أو العقابا
قال : ولما كان من الغد يوم الفتح خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الظهر فقال : " إن الله قد حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام إلى يوم القيامة ، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار ، ثم رجعت لحرمتها بالأمس ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ولا يحل لنا من غنائمها شئ ، " وأقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة خمس عشرة ليلة يصلي ركعتين ركعتين ، وبث السرايا ، ثم خرج إلى حنين .
ذكر سرية خالد بن الوليد إلى العزى وهدمها
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خالد بن الوليد إلى العزى ليهدمها ، وذلك بعد الفتح ، لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان ، فخرج في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى آنتهوا إليها فهدمها ، ثم رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره ، فقال : " هل رأيت شيئا ؟ " قال : لا ، قال : فإنك لم تهدمها ، فارجع إليها فآهدمها ؛ فرجع خالد وهو متغيظ ، فجرد سيفه ، فخرجت إليه آمرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس فجعل السادن يصيح بها ، فضربها خالد فجزلها آثنتين ، ورجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره ، فقال : نعم ، تلك العزى ، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا ، وكانت لقريش وجميع بني كنانة ، وكانت أعظم أصنامهم ، وكان سدنتها بنو شيبان من بني سليم .
ذكر سرية عمرو بن العاص إلى سواع وكسره
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان بعد الفتح أيضا إلى سواع ، وهو صنم هذيل ليهدمه ؛ قل عمرو : فآنتهيت إليه وعنده السادن ، فقال : ما تريد ؟ قلت : أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن أهدمه . قال : لا تقدر على ذلك ؛ قلت : لم ؟ قال : تمنع ؛ قلت : حتى الآن