كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 226 """"""
ألم يك حقا أن ينول عاشق . . . تكلف إدلاج السرى والودائق
فقالت : بلى والله ، فقال :
فلا ذنب لي قد قلت إذ نحن جيرة . . . أثيبي بود قبل إحدى الصفائق
أثيبي بود قبل أن تشحط النوى . . . وينأى الخليط بالحبيب المفارق قال ابن أبى حدود : فقدمناه فضربنا عنقه ، فآقتحمت الجارية من خدرها حتى أهوت نحوه ، فآلتقمت فاه ، فنزعنا منها رأسه ، وإنها لتتبع نفسها حتى ماتت مكانها ، وأفلت من القوم غلام من بني أقرم يقال له السميدع حتى آقتحم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأخبره ما صنع خالد وشكاه . قال ابن دأب : فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " هل أنكر عليه أحد ما صنع ؟ " قال : نعم ، رجل أصفر ربعة ، ورجل طويل أحمر ؛ فقال عمر رضى الله عنه : أنا والله يا رسول الله أعرفهما ، أما الأول فهو آبني ، وأما الآخر فمولى أبى حذيقة ، وكان خالد قد أمر كل من أسر أسيرا أن يقتله ، فأطلق عبد الله بن عمرو سالم . ولى حذيقة أسيرين كانا معهما ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبى طالب بعد فراغه من حنين ، وبعث معه بإبل وورق ، وأمره أن يديهم ، فوداهم ، ورجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فسأله ، فقال : قدمت عليهم فقلت لهم : هل لكم أن تقبلوا هذا بما أصيب منكم من القتلى والجرحى ، وتحللوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مما علم ومما لم يعلم ؟ ، فقالوا : نعم ، قال : فدفعته إليهم ، وجعلت أديهم حتى إني لأدى ميلغ الكلب .
وفضلت فضلة فدفعتها إليهم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أقبلوها ؟ قلت : نعم ؛ قال : فو الذي أنا عبده لذاك أحب إلى من حمر النعم .
وروى أبو الفرج أيضا بسند رفعه إلى عمر بن شبة ، قال : قالوا : يروى أن خالدا أتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فسئل عن غزاته بنى جذيمة ، فقال : إن أذن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تحدثت ، فقال : تحدث ، فقال : لقيناهم بالغميصاء بعد وجه الصبح ، فقاتلناهم حتى كاد قرن الشمس يغيب ، فمنحنا الله عز وجل أكتاغهم ، فاتبعناهم نطلبهم ، فإذا غلام له ذوائب