كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 228 """"""
رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لقد وقفت لي يا خالد وإن سبعين ملكا لمطيفون بك يحضونك على قتل عمرو حتى قتلته . " والله أعلم .
ذكر غزوة حنين وهي إلى هوازن وثقيف
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شوال سنة ثمان من مهاجره . وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما فتح مكة ، مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض ، وحشدوا وأوعبوا وبغوا ، وجمع أمرهم مالك بن عوف النصرى ، وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة ، وأمرهم فجاءوا معهم بأموالهم ونسائهم وأبنائهم حتى نزلوا بأوطاس ، وجعلت الأمداد تأتيهم . قال محمد بن إسحاق : اجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها ، ونصر ، وجشم كلها ، وسعد بكر ، وناس من بني هلال ، وهم قليل . قال : ولم يشهدها من قيس عيلان إلا هؤلاء ، وغابت عنها من هوازن كعب وكلاب ، ولم يشهدها منهم أحد له اسم ؛ قال : وفي بني جشم دريد بن الصمة ، وهو شيخ كبير ليس فيه شئ إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب . قال : وفي ثقيف سيدان لهم في الأحلاف : قارب بن الأسود آبن مسعود بن معتب ، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث بن مالك ، وأخوه .
وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي : كان على ثقيف كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقيفي . قال : وكان المشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف .
قال ابن إسحاق : وجماع أمر الناس إلى مالك بن عوف . قال : ولما نزل مالك بأوطاس ، اجتمع إليه الناس وفيهم دريد بن الصمة ، والصمة : معاوية الأصغر بن بكر آبن علقة ، وقيل : علقمة بن خزاعة بن غزبة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن في شجار له يقاد به - والشجار الهودج - فلما نزل دريد قال : بأي واد أنتم ؟ قالوا : بأوطاس ، قال : نعم مجال الخيل ، لا حزن ضرس ، ولا سهل دهس ، ثم قال : مالي أسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير ، ويعار الشاء ؟ قالوا : ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ، قال : أين مالك ؟ قيل : هذا

الصفحة 228