كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
قال : وكانت الملائكة يوم بدر على خيل بلق . وقال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبى بكر أنه حدث عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : حدثني رجل من بنى غفار قال : أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننظر الواقعة على من تكون الدائرة ، ننتهب مع من ينتهب ، فبينما نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة ، فسمعنا فيها حمحمة الخيل ، فسمعت قائلا يقول : أقدم حيزوم . قال : فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه ، فمات مكانه . وأما أنا فكدت أن أهلك ، ثم تماسكت . وروى ابن إسحاق عن أبى أسيد مالك بن ربيعة - وكان شهد بدرا - قال - بعد أن ذهب بصره - : لو كنت اليوم ومعي بصرى لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة ، لا أتمارى . وعن أبى داو ود المازنى ، قال : إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه ، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قتله غيري . وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ، قال : كانت سما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها في ظهورهم ، ويوم حنين عمائم حمرا ، وفي حديث آخر عن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، كانت سما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرخوها على ظهورهم ، إلا جبريل فانه كانت عليه عمامة صفراء . وعن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : لم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر ، وكانوا فيما سواه من الأيام عددا ومددا لا يضربون . قال : وكان شعار أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم بدر : أحد أحد . قال ابن إسحاق : وأقبل أبو جهل يومئذ يرتجز وهو يقاتل و يقول : ابن إسحاق : وأقبل أبو جهل يومئذ يرتجز وهو يقاتل و يقول :

الصفحة 23