كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 231 """"""
والرايات في أهلها مع المهاجرين : لواء يحمله علي بن أبى طالب ، وراية يحملها سعد بن أبى وقاص ، وراية يحملها عمر بن الخطاب ، ولواء الخزرج يحمله حباب بن المنذر - ويقال : سعد بن عبادة - ولواء الأوس مع أسيد بن حضير ، وفي كل بطن من الأوس والخزرج لواء وراية يحملها رجل منهم مسمى ، وكذلك قبائل العرب فيها الألوية والرايات يحملها قوم منهم مسمون ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد قدم سليما من يوم خرج من مكة ، وآستعمل عليهم خالد بن الوليد ، فلم يزل على المقدمة حتى قدم الجعرانة . قال : وآنحدر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في وادي حنين على تعبئته ، وركب بغلته البيضاء دلدل ، ولبس درعين والمغفر والبيضة ، فآستقبلهم من هوازن شئ لم يروا مثله قط من السواد والكثرة ، وذلك في غبش الصبح وخرجت الكتائب من مضيق الوادي وسعته ، فحملوا حملة ، وآنكشفت الخيل خيل بني سليم مولية ، وتبعهم الناس منهزمين ، وآنحاز رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات اليمين ، وجعل يقول : يا أنصار الله وأنصار رسوله ، أنا عبد الله ورسوله ، وثبت معه يومئذ أبو بكر ، وعمر ، والعباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبى طالب ، والفضل بن العباس ، وأبو سفيان وآسمه المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأخوه ربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن بن أم أيمن بن عبيد في أناس من أهل بيته وأصحابه .
قال الكلبى : كان حول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يومئذ ثلثمائة من المسلمين ، وآنهزم سائر الناس عنه ، وجعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول للعباس : ناد ، يا معشر الأنصار ، يا أصحاب السمرة ، يا أصحاب سورة البقرة ، فنادى - وكان صيتا - فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت على أولادها يقولون : يالبيك يالبيك فحملوا على المشركين ، فأشرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فنظر إلى قتالهم فقال : ألان حمى الوطيس .
أنا النبي لا كذب . . . أنا آبن عبد المطلب
ثم قال للعباس بن عبد المطلب : ناولني حصيات ، فناوله حصيات من الأرض ، ثم قال : شاهت الوجوه ورمى بها وجوه المشركين ، وقال : انهزموا ورب الكعبة وقذف الله في قلوبهم الرعب ، وآنهزموا لا يلوى أحد منهم على أحد .
قال محمد بن إسحاق : لما انهزم الناس ، ورأى من كان مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من