كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 234 """"""
أهبان بن ثعلبة بن ربيعة ؛ قال : وبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في آثار من توجه قبل أوطاس أبا عامر الآشعرى ، فأدرك بعض من آنهزم ، فماوشوه القتال ، فقتل منهم أبو عامر تسعة مبارزة وهو يدعو كل واحد منهم إلى الإسلام ويقول : اللهم آشهد ؛ ثم برز له العاشر معلما بعمامة صفراء ، فضرب أبا عامر فقتله . وآستخلف أبو عامر أبا موسى الأشعرى ، فقاتلهم حتى فتح الله عليه ، وقتل قاتل أبى عامر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم آغفر لأبي عامر وآجعله من أعلى أمتي في الجنة ، " ودعا لأبى موسى . وقال آبن هشام في خبر أبى عامر : إنه قتل تسعة مبارزة يدعو كل واحد منهم إلى الإسلام ويقول : اللهم آشهد عليه ، فيقتله أبو عامر ، وبقى العاشر ، فحمل كل منهما على صاحبه ، فدعا أبو عامر إلى الإسلام وقال : اللهم آشهد عليه ، فقال الرجل : اللهم لا تشهد علي ، فكف عنه أبو عامر ، فأفلت ، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا رآه قال : " هذا شريدا أبى عامر ، " ورمى أبا عامر أخوان : العلاء وأوفى ابنا الحارث من بني جشم آبن معاوية ، فأصاب أحدهما قلبه . والآخر ركبته ، فقتلاه ، وولى الناس أبو موسى فحمل عليهما فقتلهما .
وقال أبو الفرج الأصفهاني : إن الذي رمى أبا عامر فأصاب ركبته هو سلمة آبن دريد بن الصمة . وإنه آرتجز فقال :
إن تسألوا عني فإني سلمه . . . ابن سمادير لمن توسمه
أضرب بالسيف رءوس المسلمه
قال : وخرج مالك بن عوف عند الهزيمة فوقف في فوارس من قومه على ثنية من الطريق ، وقال لأصحابه : قفوا حتى تمضى ضعفاؤكم وتلحق أخراكم ، فوقف حتى مضى من لحق بهم من منهزمة الناس .
قال آبن هشام : وبلغني أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية ، فقال لأصحابه : ماذا ترون ؟ قالوا نرى قوما واصعى رماحهم بين آذان خيلهم ، طويلة بوادهم فقال : هؤلاء بنو سليم ، ولا بأس عليكم منهم ؛ فلما اقبلوا سلكوا بطن

الصفحة 234