كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 237 """"""
الطائف ، وقدم خالد بن الوليد على مقدمته ، وقد كانت ثقيف رموا حصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة ، فلما آنهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوا عليهم وتهيئوا للقتال ، وسار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسلك على نحلة اليمانية ، ثم على قرن ، ثم على المليح ، ثم على بحرة الرغاء من لية ، فآبتنى بها مسجدا يصلي فيه .
قال آبن إسحاق : وأقاد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يومئذ ببحرة الرغاء حين نزلها بدم ، وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجل من بني أسد قتل رجلا من هذيل فقتل به ؛ قال : وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بلية بحصن مالك آبن عوف ، فهدم ، ثم سلك في طريق يقال لها : الضيقة ، فسأل عن آسمها . فقال : ما آسم هذه الطريق ؟ فقالوا : الضيقة ، فقال : بل هي اليسرى ، ثم خرج منها على نخب حتى نزل تحت سدرة يقال لها : الصادرة ، قريبا من مال رجل من ثقيف ، فأرسل إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، يقول : " إما أن تخرج وإما أن نخرب عليك حائطك ؛ " فأبى أن يخرج ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بإخرابه ؛ ثم مضى حتى نزل قريبا من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقتل منهم آثنا عشر رجلا .
قال آبن إسحاق : وهم سعيد بن سعيد بن العاص ، وعرفطة بن جناب ، حليف لهم من أسد بن الغوث .
وعبد الله بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما ، رمى فاندمل جرحه ، ثم انتقض بعد ذلك فمات منه في خلافة أبيه .
ومن بني مخزوم عبد الله بن أبى أمية بن المغيرة .
ومن بني كعب عبد الله بن عامر بن ربيعة ، حليف لهم .
ومن بني سعد بن ليث جليحة بن عبد الله .
ومن الأنصار ثابت بن الجذع ، والحارث بن سهل بن أبى صعصعة ، والمنذر بن عبد الله ، ورقيم بن ثابت بن ثعلبة الأوسي .
قال : فارتفع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه ( صلى الله عليه وسلم ) من

الصفحة 237