كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
ما تنقم الحرب العوان منى . . . بأزل عامين حديث سنى
لمثل هذا ولدتني أمي قال : فلما فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من عدوه أمر أن يلتمس أبو جهل بن هشام في القتلى ، فمر به عبد الله بن مسعود ، قال : فوجدته بآخر رمق فعرفته ، فوضعت ، رجلي على عنقه ، فقال لي : لقد ارتقيت يا رويعى الغنم مرتقى صعبا ، ثم قال : أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ فقلت : لله ولرسوله ؛ ثم آختززت رأسه ، ثم جئت به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقلت : يا رسول الله ، هذا رأس عدو الله أبى جهل ؛ فقال : الله الذي لا اله غيره ؟ قلت : نعم والله الذي لا اله غيره ، ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وعن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت : لما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالقتلى أن يطرحوا في القليب ، طرحوا فيه إلا أمية بن خلف فانه انتفخ في درعه فملأها فذهبوا ليحركوه فتزايل ، فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة ، قالت : ولما ألقوا في القليب ، وقف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يأهل القليب ، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فأني قد وجدت ما وعدني ربى حقا قالت : فقال له أصحابه : يا رسول الله ، أتكلم قوما موتى ؟ فقال لهم : " لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق " . وعن أنس رضى الله عنه نحوه ، إلا أن فيه : فقال المسلمون : يا رسول الله ، أتنادى قوما قد جيفوا ؟ قال : " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يستطيعوا أن يجيبوني " . قال ابن إسحاق : وكان الفتية الذين قتلوا ببدر - فنزل فيهم قوله تعالى : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا - الحارث بن زمعة بن الأسود ، وأبو قيس بن الفاكه ابن المغيرة ، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة ، وعلى بن أمية بن خلف ، والعاص ابن منبه .

الصفحة 24