كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 241 """"""
قال آبن إسحاق بسنده إلى عبد الله بن عمرو : إن وفد هوازن وفدوا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد أسلموا ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك ، فآمنن علينا .
قال : وقام رجل من هوازن ، أحد بني سعد بن بكر يقال له : زهير ، يكنى بأبى صرد ، فقال : يا رسول الله ، إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن معك يكفلنك ، ولو أنا ملحنا للحارث بن أبى شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به ، رجونا عطفه وعائدته علينا ، وأنت خير المكفولين .
وحكى أبو عمر بن عبد البر أن صرد زهير بن صرد أنشد عند ذلك :
امنن علينا رسول الله في كرم . . . فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر . . . ممزق شملها ، في دهرها غير
يا خير طفل ومولود ومنتجب . . . في العالمين إذا ما حصل البشر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها . . . يا أرجح الناس حلما حين يختبر
فآمنن على نسوة قد كنت ترضعها . . . إذ فوك يملؤه من محضها درر
إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها . . . وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته . . . وآستبق منا فإنا معشر زهر
يا خبر من مرحت كمت الجياد به . . . عند الهياج إذا ما آستوقد الشرر
إنا لنشكر آلاء وإن كفرت . . . وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه . . . هذى البرية إذ تعفو وتنتصر
فآغفر عفا الله عما أنت واهبه . . . يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر قال آبن إسحاق : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا ، فرد إلينا أبناؤنا ونساؤنا

الصفحة 241