كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 245 """"""
ذكر مقالة الأنصار في أمر قسم الفئ ، وما أجابهم به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ورضاهم به
قال ابن إسحاق بسند يرفعه إلى أبى سعيد الخدري رضى الله عنه أنه قال : لما أعطى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شئ ، وجدوا في أنفسهم حتى كثرت بهم القالة ، حتى قال قائلهم : لقى والله رسول الله قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله ، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا آلفئ الذي أصبت ؛ قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شئ . قال : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومي ؛ قال : فآجمع لي قومك في هذه الحظيرة ، فخرج سعد فجمعهم فيها ، فأتاهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : " يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأعانكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم " قالوا : بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل ثم قال : ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ، قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ ، لله ولرسوله المن والفضل ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم من لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعوا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى رحالكم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت آمرأ من الأنصار ، ولو سلكت الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم آرحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء الأنصار ؛ قال : فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قسما وحظا ؛ ثم آنصرف رسول

الصفحة 245