كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 246 """"""
الله ( صلى الله عليه وسلم ) وتفرقوا ، ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الجعرانة معتمرا ، وذلك ليلة الأربعاء لثنتي عشرة ليلة مضت من ذي القعدة ، فأحرم بعمرة ، ودخل مكة ، فطاف وسعى وحلق رأسه ، ورجع إلى الجعرانة من ليلته .
ذكر استخلاف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عتاب بن أسيد على مكة ورجوعه إلى المدينة
قال محمد بن إسحاق : ولما فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من عمرته آستخلف عتاب بن أسيد على مكة ، وخلف معه معاذ بن جبل يفقه الناس في الدين ويعلمهم القرآن .
قال آبن هشام : لما آستعمل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهما ، فقام فخطب الناس فقال : أيها الناس ، أجاع الله كبد من جاع على درهم ، رزقني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) درهما كل يوم ، فليست بي حاجة إلى أحد .
قال : وحج عتاب بالناس في سنة ثمان على ما كانت العرب تحج عليه .
قال آبن سعد : ولما آنصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة سلك في وادي الجعرانة ، حتى خرج على سرف ، ثم أخذ الطريق إلى مر الظهران ، ثم إلى المدينة ، فقدمها ( صلى الله عليه وسلم ) في بقية ذي القعدة أو في أول ذي الحجة .
وقال آبن هشام : لست بقين من ذي القعدة . والله أعلم .
ذكر سرية عيينة بن حصن الفزارى إلى بني تميم
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المحرم سنة تسع من مهاجره إلى بني تميم في خمسين فارسا من العرب ، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري ، وكان يسير الليل ويكمن النهار ، فهجم عليهم في صحراء - وكانوا فيما بين السقيا وأرض بني تميم ، وقد حلوا وسرحوا ما شيتهم ، فلما رأوا الجمع ولوا - وأخذ منهم أحد عشر رجلا ؛ ووجدوا في المحلة إحدى عشرة آمرأة وثلاثين صبيا ، فجلبهم إلى المدينة ، فأمر بهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فحبسوا في دار بنت الحارث ، فقدم فيهم عدة من رؤسائهم : عطارد بن حاجب ،

الصفحة 246