كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 248 """"""
في عشرين رجلا ، وأمره أن يشن الغارة عليهم ، فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها ، فاخذوا رجلا ، فسألوه فآستعجم عليهم ، وجعل يصيح باالحاضر ويحذرهم ، فضربوا عنقه ، ثم امهلوا حتى نام الحاضر ، فشنوا عليهم الغارة ، فآقتتلوا قتالا شديدا ، وساق المسلمون النعم والشاء والنساء إلى المدينة ، وجاء سيل فحال بينهم وبين قطبة ، فما يجدون إليه سبيلا ، وكانت سهامهم بعد الخمس لكل رجل أربعة أبعرة ، والبعير يعدل بعشرة من الغنم .
ذكر سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب
كانت في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة .
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جيشا إلى القرطاء عليهم الضحاك ابن سفيان بن عوف الكلابي ، ومعه الأصيد بن سلمة بن قرط ، فلقوهم بالزج ، زج لاوة ، فدعوهم إلى الإسلام فأبوا ، فقاتلوهم فهزموا ، فلحق الأصيد أباه سلمة ، وسلمة على فرس له في غدير الزج ، فدعا أباه إلى الإسلام ، وأعطاه الأمان ، فسبه وسب دينه ، فضرب الأصيد عرقوبى فرس أبيه ، فلما وقع الفرس على عرقوبيه آرتكز سلمة رمحه في الماء ، ثم آستمسك به ، حتى جاءه أحدهم فقتله ، ولم يقتله آبنه ، وفي هذه السرية وفي الضحاك بن سفيان يقول عباس بن مرداس :
إن الذين وفوا بما عاهدتهم . . . جيش بعثت عليهم الضحاكا
أمرته ذرب اللسان كأنه . . . لما تكنفه العدو يراكا
طورا يعانق باليدين وتارة . . . يفرى الجماجم صارما بتاكا
ذكر سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة
كانت هذه السرية في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة ، وذلك أن رسول

الصفحة 248