كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 249 """"""
الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلغه أن ناسا من الحبشة تراآهم أهل جدة ، فبعث إليهم علقمة بن مجزز في ثلاثمائة ، فآنتهى إلى جزيرة في البحر وقد خاض إليهم ، فهربوا منه ، فلما رجع تعجل بعض القوم إلى أهليهم ، فأذن لهم ، وفيهم عبد الله بن حذاقة السهمى ، فأمره علقمة على من تعجل ، وكانت فيه دعابة ، فنزلوا ببعض الطريق وأوقدوا نارا يصطلون عليها ، فقال لهم : عزمت عليكم إلا تواثبتم في هذه النار ، فقام بعض القوم حتى ظن أنهم واثبون فيها ، فقال : اجلسوا ، إنما كنت أضحك معكم ؛ فذكروا ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : " من أمركم بمعصية فلا تطيعوه . "
ذكر سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الفلس صنم طيئ
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبى طالب رضى الله عنه في شهر ربيع الآخر سنة تسع في خمسين ومائة رجل من الأنصار إلى الفلس صنم طيئ ليهدمه - والفلس بضم الفاء وسكون اللام - بعثهم على مائة بعير وخمسين فرسا ، ومعه راية سوداء ولواء أبيض ، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر ، فهدموا الفلس وخربوه وملأوا أيديهم من السبى والنعم والشاء ، وفي السبى أخت عدي بن حاتم ، وهرب عدي إلى الشام ؛ وكان خيره ما نذكره إن شاء الله في أخبار الوفود . قال : ووجدوا في خزانة الفلس ثلاثة أسياف : رسوب ، والمخذم ، واليمان ؛ وثلاثة أدرع ، فلما نزلوا ركك آقتسموا الغنائم ، وعزل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صفية : رسوب ، والمخذم ، ثم صار له بعد السيف الآخر ، وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسمهم ، حتى قدم بهم المدينة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجره إلى الجناب ، أرض عذرة وبلي ، ولم يذكر آبن سعد من خبره غير ذلك .
ذكر غزوة تبوك
كانت غزوة تبوك في شهر رجب سنة تسع من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكان سببها

الصفحة 249