كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 253 """"""
فمن يك حائدا عن ذي تبوك . . . فإنا قد أمرنا بالجهاد
قال محمد بن إسحاق : ولما آنتهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى تبوك أتاه يحنة ابن رؤبة صاحب أيلة ، فصالح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأعطاه الجزية ، وأتاه أهل جرباء وأذرح ، فأعطوه الجزية ، وكتب رسول ( صلى الله عليه وسلم ) ليحنة كتابا ، وهو : " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة ؛ سفنهم وسيارتهم في البر والبحر ، لهم ذمة الله ومحمد النبي ، ومن كان معهم من أهل الشام ، وأهل اليمن ، وأهل البحر ، فمن أحدث منهم حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه ، وإنه طيب لمن أخذه من الناس ، وإنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه ، ولا طريقا يريدونه من بر أو بحر . " قال : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد آستعمل على حرسه بتبوك عباد ابن بشر ، ثم آنصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يلق كيدا .
وقدم المدينة في شهر رمضان من السنة ، وجاءه من كان قد تخلف عنه ، فخلفوا له ، فعذرهم ، واستغفر لهم ، وأرجأ أمر كعب بن مالك وصاحبيه حتى نزلت توبتهم ، على نذكر ذلك إن شاء الله في آخر هذه الغزوة .
قال : وجعل المسلمون يبيعون أسلحتهم ويقولون : قد آنقطع الجهاد ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فنهاهم ، وقال : " لا تزال عصابة من أمتى يجاهدون على الحق حتى يخرج الدجال . " وكان في غزوة تبوك وقائع غير ما قدمناه ، قد رأينا إيرادها في هذا الموضع .
منها خبر مرور رسول الله بالحجر .
ومنها ما أنزل في أمر المنافقين .
ومنها خبر الثلاثة الذين خلفوا ، وما أنزل من توبتهم .
ذكر خبر مرور رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالحجر وما قاله لأصحابه
قال محمد بن إسحاق : لما مر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سفره إلى تبوك بالحجر من مدين ، نزلها ، وآستقى الناس من بئرها ، فلما راحوا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . " لا تشربوا من

الصفحة 253