كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
وقال يرفعه إلى عكرمة قال : قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما فرغ من أهل بدر : عليك بالعير ليس دونها شئ ، فناداه العباس : انه لا يصلح ذلك لك ، قال : لم ؟ : قال : لم ؟ : لأن الله تعالى وعدك إحدى الطائفتين ، فقد أعطاك ما وعدك .
ذكر ورود الخبر بمصاب أهل بدر على من بمكة من كفار قريش . وهلاك أبى لهب بن عبد المطلب
قال ابن إسحاق : كان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعى ، فقالوا له : ما وراءك ؟ قال : قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو الحكم بن هشام ، وأمية بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وأبو البحتري ، وجعل يعدد أشراف قريش ، فقال صفوان بن أمية وهو قاعد في الحجر ، : والله إن يعقل هذا فاسألوه عنى ، قالوا : ما فعل صفوان بن أمية ؟ قال : هو ذاك جالس في الحجر ، قد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا . وقال أبو رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد داخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلمت ، وكان العباس يهاب قومه ، ويكره خلافهم ، وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه . وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر ، وبعث مكانه العاص ابن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا صنعوا ، لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا ، فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر كبته الله وأخزاه ، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا ، وكنت رجلا ضعيفا ، وكنت أنحت الأقداح في حجرة زمزم ، فوا لله إني لجالس فيها أنحت أقداحي وعندي أم الفضل جالسة ، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر ، حتى جلس على طنب الحجر ، وكان ظهري إلى ظهره ، فبينما هو جالس إذ قال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب . فقال أبو لهب : هلم الىّ ، فعندك لعمري الخبر . قال : فجلس إليه والناس قيام عليه ، فقال : يابن أخي ، أخبرني

الصفحة 26