كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 262 """"""
البز الذي كان مع علي ، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم ، فإذا عليهم الحلل ؛ قال : ويلك ما هذا ؟ قال : كسوت القوم ليتجملوا إذا قدموا في الناس ؛ قال : أنزعها ويلك قبل أن تنتهي بهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : فآنتزع الحلل من الناس فردها في البز ، فآشتكى الناس عليا ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خطيبا ، فقال : " أيها الناس ، لا تشتكوا عليا ، فو الله إنه لأخشن في ذات الله " أو في سبيل الله .
ذكر سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أرض الشراة ناحية البلقاء
وهذه السرية هي آخر سرية جهزها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومات قبل إنفاذها ، وكانت لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من هجرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكان فيها أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعد بن أبى وقاص ، وسعيد بن زيد ، وقتادة بن النعمان ، وسلم بن أسلم بن حريش ، فتكلم قوم وقالوا : نستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ، فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غضبا شديدا ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس ، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ؟ ولئن طعنتم في إمارتي أباه من قبله ، وآيم الله إن كان للإمارة لخليقا ، وإن آبنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإنهما لمخيلان لكل خير ، فآستوصوا به خيرا ، فإنه من خياركم ، ثم نزل فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من شهر ربيع الأول ، وخرج الناس إلى الجرف ، فتوفى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل خروج هذه السرية ، فلما ولى أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، كان أول ما بدأ به بعث أسامة .
هذا ما أمكن إيراده من غزوات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسراياه .
فلنذكر حجه وعمره ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر حج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعمره
قالوا : حج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل هجرته إلى المدينة حجتين ، ولم يحج بعد الهجرة إلا حجة الوداع ، وهي في السنة العاشرة ، وكانت فريضة الحج نزلت في السنة السادسة من الهجرة ، وفتحت مكة في سنة ثمان ، فآستخلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عتاب بن أسيد ، فحج بالناس تلك السنة ، وفي السنة التاسعة حج أبو بكر الصديق رضوان الله عليه

الصفحة 262