كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 265 """"""
عشر شهرا منها أربعة حرم ، ثلاثة متوالية ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . " " أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع ، وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن آنتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وآستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان ، لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، وآستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فآعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن آعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا : كتاب الله وسنة نبيه . " " أيها الناس ، اسمعوا قولي وآعقلوه ، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم ، وأن المسلمين إخوة ، فلا يحل لآمري من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس ، فلا تظلمن أنفسكم ، اللهم هل بلغت ، " فقال الناس : اللهم نعم ، فقال : " اللهم آشهد . " وقال آبن إسحاق أيضا : حدثني بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال : كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بعرفة ربيعة بن أمية بن خلف . قال : يقول له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " قل يأيها الناس إن رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - يقول : هل تدرون أي شهر هذا ؟ فيقوله لهم ، فيقولون : الشهر الحرام ، فيقول لهم : " إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ، " ثم يقول : " قل يأيها الناس ، إن رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - يقول هل تدرون أي بلد هذا ؟ " قال : فيصرخ به ؛ قال : فيقولون : البلد الحرام ، قال : فيقول : " قل لهم : إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا ، " ثم يقول : " قل يأيها الناس ، إن رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - يقول هل تدرون أي يوم هذا ؟ " فيقولون : يوم الحج الأكبر ؛ قال : فيقول : " قل لهم : إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا . " وعن عمرو بن خارجة قال : بعثني عتاب بن أسيد إلى رسةل الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حاجة ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واقف بعرفة ، فبلغته ، ثم وقفت تحت ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإن لغامها ليقع على رأسي ، فسمعته وهو يقول : " أيها الناس ؛ إن الله قد أدى إلى كل ذي حق حقه ، وإنه لا تجوز وصية لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن آدعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا . "

الصفحة 265