كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 27 """"""
كيف أمر الناس ؟ قال : والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ، ويأيروننا كيف شاءوا ، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس ، لقينا رجلا أبيضا ، على خيل بلق بين السماء والأرض ، والله ما تليق شيئا ولا يقوم لها شئ . قال أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة بيدي ثم قلت : تلك والله الملائكة . قال : فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة ، فثاورته فاحتملني ، فضرب بي الأرض ، ثم برك على صدري ، وكنت رجلا ضعيفا ، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فلقت رأسه شجة منكرة ، وقالت : أستضعفه أن غاب عنه سيده ؟ فقام موليا ذليلا ، فوا لله ما عاش الا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته . وقالت قريش في قتلى بدر مراثي كثيرة ذكرها أبن هشام وغيره ، تركنا إيرادها رغبة في الاختصار ، ولأنه ليس تحت ذلك كبير فائدة فيما نحن بصدده ، إلا أنها تشهد بقتل من قتل ممن نذكره ان شاء الله تعالى .
ذكر تسمية من شهد بدرا من المهاجرين والأنصار مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
كان جميع من شهدا بدرا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من المسلمين ومن ضرب له فيها بسهمه وأجره ثلثمائة رجل وأربعة عشر رجلا ، من المهاجرين ثلاثة وثمانون ، ومن الأوس أحد وستون ، ومن الخزرج مائة وسبعون . فأما من شهد بدرا من المهاجرين ، ومن ضرب له بسهمه وأجره ، فشهدها من بنى هاشم بن عبد مناف اثنا عشر رجلا ، وهم : سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبى طالب ، وزيد ابن حارثة ، وأنسة الحبشي ، وأبو كبشة الفارسي ، موالى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأبو مرثد كناز بن حصين ، وأبنه مرثد ، حليفا حمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، وأخوه : الطفيل ، والحصين ، ومسطح ، وأسمه عوف بن أثاثة بن عباد بن المطلب . ومن بني عبد شمس بن عبد مناف وحلفائهم خمسة عشرة رجلا ، وهم : أبو حذيقة بن عتبة بن ربيعة ، وسالم مولاه . ومن حلفائهم من بني أسد ابن خزيمة عبد

الصفحة 27