كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
ذكر خبر أسارى بدر وما كان من فدائهم ومن من عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأطلقه منهم ، ومن أسلم بسبب ذلك
قال : لما قفل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزاة بدر ومعه الأسارى سمع العباس وهو يئن ويتأوه ، قد ألمه الوثاق ، فقلق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تلك الليلة لذلك ، فاستأذنه أصحابه رضى الله عنهم ، في أن ينفسوا عن العباس وثاقه ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : إن فعلتم ذلك بجميع الأسرى فنعم وإلا فلا . أو كما قال : فنفسوا عن جميع الأسرى . ولما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة فرق الأسارى بين أصحابه وقال : " استوصوا بهم خيرا " . ثم جاءه جبريل عليه السلام في أمر الأسارى فقال : إن شئتم قتلتموهم ، وان شئتم أخذتم منهم الفداء ، واستشهد قابلا منكم سبعون . قال : فنادى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في أصحابه ، فجاءوا - أو من جاء منهم - فقال : " هذا جبريل يخيركم بين أن تقدموهم فتقتلوهم ، وبين أن تفادوهم ويستشهد قابلا منكم بعدتهم " . فقالوا : بل نفاديهم ويدخل قابلا منا الجنة سبعون . ففادوهم . رواه محمد بن سعد . وروى ابن قتيبة عن إسحاق أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال للعباس : " افد نفسك وابنى أخويك : عقيل بن أبى طالب ، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب ،

الصفحة 41