كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 43 """"""
حذقوا فهم فداؤه . وكان أهل مكة يكتبون ، وأهل المدينة لا يكتبون . قال : فكان زيد بن ثابت ممن علم .
ذكر خبر أبي سفيان في أمر عمرو بن أبى سفيان واطلاقه
قال محمد خبر بن إسحاق : وكان عمرو بن أبى سفيان في الأسارى ، فقيل لأبى سفيان : افد ابنك عمرا ، أيجمع على دمى ومالي قتلوه حنظلة ، وأفدى عمرا دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم . فلم يزل كذلك حتى قدم سعد بن النعمان ابن أكال ، أخو بن عوف معتمرا ، وكان شيخا مسلما ، في غنم له بالبقيع ، وقد كانت قريش عهدوا أنهم لا يعرضون لحاج أو معتمر إلا بخير ، فعدا عليه أبو سفيان بمكة فحسبه بأبنه عمرو ، ثم قال أبو سفيان :
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه . . . تفاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فان بنى عمرو لئام أذلة . . . إذا لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا
قال : فمشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبروه خبر ، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبى سفيان فيفتكوا به صاحبهم ، ففعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فبعثوا إلى أبى سفيان ، فخلى سبيل سعد ابن النعمان .
ذكر خبر أبي العاص بن الربيع في فدائه وارساله زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من مكة إلى المدينة واسلامه بعد ذلك ، ورد زينب عليه بغير نكاح جديد
قال ابن اسحاق : وكان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى ابن عبد شمس ، ختن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وزوج أبنته زينب . أسره خراش بن الصمة ، أحد بنى حرام . وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة ، وكان لهالة بنت خويلد أخت خديجة ، فسألت خديجة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يزوجه زينب ، فزوجه بها ، وذلك قبل أن ينزل الوحي على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فكان معها وهو على شركه وهى مسلمة .

الصفحة 43