كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 45 """"""
أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأستجار بها ، فأجارته ، وجاء في طلب ماله ، فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لصلاة الصبح وكبر وكبر الناس معه خرجت زينب من صفة النساء وقالت : أيها الناس ، اني قد أجريت أبا العاص ابن الربيع . فلما سلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الصلاة أقبل على الناس فقال : " أيها الناس ، هل سمعتم ما سمعت " ؟ فقالوا : نعم ؛ قال : أما والذي نفس محمد بيد ما علمت بشئ حتى سمعت ما سمعتم ، انه يجير على المسلمين أدناهم . ثم أنصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ودخل على أبنته وقال : " أي بنية ، أكرمى مثواه ، ولا يخلص اليك لا تحلين له " . قال : وبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص فقال لهم : " ان هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا ، فان تحسنوا وتردوا عليه الذي له فانا نحب ذلك ، وان أبيتم فهو فئ الله الذي أفاء عليكم ، فأنتم أحق به " . قالوا : يا رسول الله ، بل نرده عليه ، حتى ان الرجل ليأتي بالدلو ، ويأتي الرجل بالشنة ةالاداوة ، حتى ان أحدهم ليأتي بالشظاظ ، حتى ردوا عليه ماله بأسره لم يفقد منه شيئا ، ثم احتمل إلى مكة ، فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ، ثم قال : يا معشر قريش ، هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيرا ، فقد وجدناك وفيا كريما ؛ قال : فانى أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد عبده ورسوله ، ما منعنا من الاسلام عنده الا تخوف أن يظنوا أنى انما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله اليكم وفرغت منها أسلمت . ثم خرج حتى قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فرد عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زينب على النكاح الأول ، ولم يحدث شيئا . نرجع إلى تتمة أخبار أسارى بدر

الصفحة 45