كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 46 """"""
ذكر خبر الوليد بن الوليد بن المغيرة
قد تقدم أنه كان ممن أسر يوم بدر ، وكان الذي أسره عبد الله بن جحش ويقال : أسره سليط بن قيس المازنى الأنصارى ، فقد في فدائه أخواه : خالد وهشام ، فتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف درهم . فجعل خالد يريد ألا يبلغ ذلك ، فقال هشام لخالد : إنه ليس بابن أمك ، والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت . ويقال : إن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعبد الله بن جحش : لا تقبل في فدائه إلا شكة أبيه الوليد - وكانت درعا فضفاضة وسيفا وبيضة - فأبى ذلك خالد وأطاع هشام لأنه أخوه لأبويه ، فأقيمت الشكة بمائة دينار ، فطاعا بها وسلماها إلى عبد الله ، فلما أفتدى أسلم ، فقيل له : هلا أسلمت قبل أن تفتدى وأنت مع المسلمين ؟ قال : كرهت أن تظنوا أنى جزعت من الاسار . فحبسوه بمكة ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو له فيمن دعا من مستضعفي المؤمنين ، ثم أفلت ولحق برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وشهد عمرة القضية . حكاه أبن عبد البر .
ذكر من منّ عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من أسارى بدر وأطلقه بغير فداء
قال ابن إسحاق : وكان ممن من عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغير فداء : أبو العاص بن الربيع هذا الذي تقدم خبره . والمطلب بن حنطب بن الحارث ابن عبيد المخزومي ، وكان لبعض بنى الحارث بن الخزرج ، فترك في أيديهم حتى خلوا سبيله ، فلحق بقومه ، وصيفى بن أبى رفاعة المخزومي ، ترك في يد أصحابه فلم يأت أحد في فدائه ، فأخذوا عليه العهد ليبعثن إليهم بفدائه وخلوا سبيله ، فلم يف لهم بشئ ، وأبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان بن وهب بن حذاقة بن جمح كان محتاجا ذا بنات فقال :

الصفحة 46