كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 47 """"""
يا رسول الله ، لقد عرفت مالى من مال ، وإني لذو حاجة وذو عيال ، فامنن عليه وأخذ عليه ألا يظاهر عليه أحد ؛ فقال أبو عزة في ذلك :
من مبلغ عنى الرسول محمدا . . . فإنك حق والمليك حميد
وأنت آمرؤ تدعو إلى الحق والهدى . . . عليك من الله العظيم شهيد
وأنت آمرؤ بوئت فينا مباءة . . . لها درجات سهلة وصعود
فإنك من حاربته لمحارب . . . شقى ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذكرت بدرا وأهله . . . تأوب ما بى حسرة وقعود
ومنهم وهب بن عمير الجمحى ، ولإطلاقه سبب نذكره .
ذكر خبر عمير بن وهب وإسلامه وإطلاق ولده وهب بن عمير
قال ابن إسحاق في سبب إطلاق وهب بن عمير : إن أباه عمير بن وهب بن خلف بن حذاقة بن جمع بن عمرو بن هصيص بن كعب جلس مع صفوان بن أمية في الحجر بعد مصاب أهل بدر بيسير - قال : وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش ، ممن كان يؤذي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ، ويلقون منه وهو بمكة - فذكر أصحاب القليب ومصابهم . فقال صفوان : والله إن في العيش بعدهم خير ، فقال عمير : صدقت والله ، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي ، لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علة ؛ ابني أسير في أيديهم . فاغتنمها صفوان فقال : علي دينك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيالى أواسيهم ما بقوا لا يسعني شئ ويعجز عنهم ؛ قال له عمير : فاكتم على شأنك ؛ قال : أفعل . ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له ، ثم سم ، ثم انطلق حتى قدم المدينة ، فبينما

الصفحة 47