كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
قال محمد بن إسحاق : فرجع عمير بن عدى إلى قومه ، وبنو خطمة يومئذ كثير موجهم في شأن أبنة مروان ، ولها يومئذ بنون خمسة رجال ، فقال : يابنى خطمة ، أنا قتلت أبنة مروان ، فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون . قال : فذلك اليوم أول ماعز الإسلام في دار بنى خطمة ، وكان من أسلم منهم يستخفى بإسلامه ، وعمير هو أول من أسلم من بنى خطمة . قال : وأسلم يوم قتلتها رجال من بنى خطمة لما رأوا من عز الإسلام .
ذكر سرية سالم بن عمير العمرى إلى أبى غفك اليهودى
قال أبن سعد : كانت سرية سالم في شوال على رأس عشرين شهرا من الهجرة ، وكان أبو عفك من بنى عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة ، وكان يحرص على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ويقول الشعر ، فقال سالم ابن عمير - وهو أحد البكائين وقد شهد بدرا - : علىّ أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه ؛ فجاء وقد نام أبو عفك بالفناء في ليلة صائفة ، فوضع السيف على كبده ، ثم أعتمد عليه حتى خش في الفراش ، فصاح عدو الله ، فثار إليه ناس ممن هم على قوله ، فأدخلوه منزله وقبروه .
ذكر غزوة بنى قينقاع وهي بضم النون وقيل بكسرها
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يوم السبت النصف من شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجره .
قال أبن سعد : وكانوا حلفاء عبد الله بن أبى سلول ، وكانوا أشجع يهود ، وكانو صاغة ، فوادعوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغى والحسد ، ونبذوا العهد والمدة ، فأنزل الله تعالى على نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) : وإما تخافن من قوم خيانة فأنبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين .
وقال أبو عبد الله محمد بن إسحاق في سبب غزوة بنى قينقاع : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جمعهم بسوق بنى قينقاع ثم قال : يا معشر يهود ، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش

الصفحة 50