كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 52 """"""
لا أرسلك حتى تحسن في المولى ، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دراع ، قد منعونى من الأحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة ، إنى والله آمرؤ أخشى الدوائر . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : هم لك .
وحكى أيضا قال : كان لنبى قينقاع من عبادة بن الصامت من الخلف مثل الذي لهم من عبد الله بن أبى ، فمشى عبادة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم ، وقال : أتولى الله ورسوله والمؤمنين ، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار و ولايتهم . فأنزل الله تعالى فيه وفي عبد الله بن أبى : " يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين " إلى قوله : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وذلك لعبادة بن الصامت .
قال محمد بن سعد : وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من سلاحهم ثلاث قسى ، منها : الكتوم ، كسرت بأحد ، والروحاء ، والبيضاء ، وأخذ درعين : الصغدية ، وأخرى فضة ؛ وأخذ ثلاثة أسياف : سيف قلعى ، وسيف يقال له : بتار ؛ وسيف آخر ؛ وثلاثة أرماح ، ووجد في حصنهم سلاحا كثيرا وآلة الصياغة ، فأخذ ( صلى الله عليه وسلم ) صفيه والخمس ، وفض أربعة أخماس على أصحابه ، وكان الذي تولى قبض أموالهم محمد بن مسلمة .
ذكر غزوة السويق
قال محمد بن سعد : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة لخمس خلون من ذى الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره ، وآستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وذلك أن أبا سفيان بن حرب لما رجع المشركون من بدر إلى مكة حرم الدهن حتى يثأر من محمد وأصحابه .
قال ابن إسحاق : نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) .

الصفحة 52