كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 53 """"""
قال ابن سعد : فخرج في مائتى راكب ، وقيل : في أربعين راكبا ، فمر بالعريض ، - بينه وبين المدينة نحو من ثلاثة أميال - فقتل رجلا من الأنصار ، وأجيرا له ، وحرق أبياتا هناك وتبنا ، ورأى أن يمينه قد حلت ، ثم ولى هاربا ، وباغ ذلك النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، فخرج في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار في أثرهم ، وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون حرب السويق وهى عامة أزوادهم ، فأخذها المسلمون ؛ فسميت غزوة السويق ، ولم يلحقهم وانصرف . وكانت غيبته عن المدينة خمسة أيام .
قال محمد بن إسحاق : بلغ قرقرة الكدر ثم انصرف راجعا ، فقال المسلمون حين رجع بهم : يا رسول الله ، أتطمع لنا أن تكون غزوة ؟ قال : نعم .
ذكر غزوة قرقرة الكدر ويقال قرارة الكدر وهى غزوة بنى سليم
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره ، وهى ناحية معدن بنى سليم ، وبينه وبين المدينة ثمانية برد ، وآستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ، وحمل لواءه علي بن أبى طالب ، وكان قد بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن بهذا الموضع جمعا من بنى سليم وغطفان ، فسار إليهم فلم يجد في المحال أحدا ، ووجد رعاء منهم غلام يقال له : يسار ، فانصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد ظفر بالنعم فانحدر به إلى المدينة ، فاقتسموا غنائمهم بصرار ، على ثلاثة أميال من المدينة ، وكانت النعم خمسمائة بعير ، فأخرج خمسة وقسم أربعة أخماس على المسلمين ، فأصاب كل رجل منهم بعيرا ، وصار يسار في سهم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأعتقه حين رآه يصلى . وكانت غيبة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن المدينة خمس عشرة ليلة .
ذكر مقتل كعب بن الأشرف اليهودى وخبر سريته
قال أبو عبد الله بن إسحاق وأبو محمد عبد الملك بن هشام ومحمد بن سعد - دخل حديث بعصهم في حديث بعض - : كانت سرية قتل كعب بن الأشرف لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من هجرة

الصفحة 53