كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
في فود رأس أبن الأشرف ، ثم شم يده فقال : ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط من هذا فقال : هذا عطر أم فلان ، يريد آمرأته ، ثم مشى قليلا وعاد لمثلها حتى آطمأن ، ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه وقال : اضربوا عدو الله . فضربوه ، فآختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا .
قال محمد بن مسلمة : فذكرت مغولا في سيفى حين رأيت أسيافنا لم تغن ، فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار ، فوضعته في ثنته ، ثم تحاملت عليه حتى آنتهى إلى عانته . ثم حزوا رأسه وحملوه معهم ؛ وأصيب الحارث بن أوس ، فجرح في رأسه أو رجله ، أصابه بعض أسياف أصحابه قال محمد بن مسلمة : فخرجنا حتى سلكنا على بنى أمية بن زيد ، ثم على بنى قريظة ثم على بعاث حتى استندنا في حرة العريض ، وقد أبطأ علينا الحارث ، ونزفه الدم فوقفنا له ساعة حتى أتانا فآحتملناه وجئنا به .
قال ابن سعد : فلما بلغوا بقيع الغرقد كبروا ، وقد قام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تلك الليلة يصلي ، فلما سمع تكبيرهم كبر ، وعرف أن قد قتلوه ، ثم انتهوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : أفلحت الوجوه قالوا : وجهك يا رسول الله ؛ ورموا برأسه بين يديه ، فحمد الله على قتله .
قال ابن إسحاق ، قال محمد بن مسلمة : وتفل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على جرح صاحبنا فبرأ ، فرجعنا إلى أهلينا ، فأصبحنا وقد يهود لوقعتنا بعدو الله ، فليس بها يهودى إلا وهو خائف على نفسه .
وفي مقتل كعب بن الأشرف يقول عباد بن بشر :

الصفحة 56