كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
شهرا من مهاجره - وبحران من ناحية الفرع ، وبين الفرع وبين المدينة ثمانية برد - وذلك أنه بلغه أن بها جمعا كثيرا من بنى سليم ، فخرج في ثلثمائة رجل من أصحابه ، وآستحلف على المدينة آبن أم مكتوم وأغد السير حتى ورد بحران فوجدهم قد تفرقوا في مياههم ، فرجع ولم يلق كيدا ، وكانت غيبته عشر ليال .
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى القردة بالقاف ، وضبطه ابن الفرات بالفاء وكسر الراء المهملة
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لهلال جمادى الآخرة ، على رأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة ، وهي أول سرية خرج زيد فيها أميرا يعترض لعير قريش فيها صفوان بن أمية ، وحو يطب بن عبد العزى ، وعبد الله بن أبى ربيعة ، ومعه مال كثير ، وكان دليلهم فرات بن حيان العجلى ، فخرج بهم على ذات عرق ، طريق العراق .
قال ابن إسحاق : وفيها أبو سفيان بن حرب ، وكان من حديثها أن قريشا خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام حين وقعة بدر فكانوا يسلكون طريق العراق ، فخرج منهم تجار ، وفيهم أبو سفيان بن حرب معه فضة كثيرة ، وهي أعظم تجارتهم .
قال ابن سعد : فبلغ النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك ، فوجه زيد بن حارثة في مائة راكب ، فآعرضوا لها ، فأصابوا العير وأفلت أعيان القوم ، وقدموا بالعير على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فخمسها ، فبلغ الخمس قيمة عشرين ألف درهم ، وقسم ما بقى بين أهل السرية ، وأسر فرات بن حيان ، فأسلم ، فترك من القتل . والقردة : من أرض نجد بين الربذة والغمزة .
ذكر غزوة أحد
قال محمد بن سعد في طبقاته : كانت غزوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحدا يوم السبت لسبع خلون من شوال ، على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره ( صلى الله عليه وسلم ) .
وقال ابن إسحاق : كانت يوم السبت للنصف من شوال .
وذلك أن قريشا لما أصيبت منهم يوم بدر ، ورجع من نجا منهم إلى مكة ، وجدوا العير التى قدم بها أبو سفيان بن حرب موقوفة في دار الندوة ، فمشت

الصفحة 59