كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 60 """"""
أشراف قريش إلى أبى سفيان ، فقالوا : نحن طيبو أنفس أن تجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد ؛ فقال أبو سفيان : وأنا أول من أجاب إلى ذلك ، وبنو عبد مناف معى ؛ فباعوها فكانت ألف بعير ، والمال خمسين ألف دينار ، فسلم إلى أهل العير رؤوس أموالهم وأخرجوا أرباحهم ، وكانوا يربحون في تجارتهم للدينار دينارا .
قال ابن سعد وغيره : وفيهم نزل قوله تعالى : إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون وبعثت قريش رسلهم إلى العرب يدعونهم إلى نصرهم فأوعبوا وألبوا .
قال ابن سعد : وكتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بخبر قريش ، فأخبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سعد بن الربيع بكتاب العباس . وأرجف المنافقون واليهود بالمدينة ، وخرجت قريش من مكة بحدها وجدها وأحابيشها ، ومن تابعها من كنانة وأهل تهامة ، وكان عددهم ثلاثة آلاف رجل ، فيهم سبعمائة دراع ، ومعهم مائتا فرس وثلاثة آلاف بعير ، وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ، وألا يفروا ، وكان معهم خمس عشرة أمرأة ، فخرج أبو سفيان ابن حرب - وهو قائد الناس - معهم بهند بنت عتبة ، وخرج عكرمة بن أبى جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة ، وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بنت المغيرة ، وخرج صفوان بن أمية ببرة بنت مسعود بن عمرو ابن عمير الثقفية ، وهى أم عبد الله بن صفوان ، وخرج عمرو بن العاص بربطة بنت منبه بن الحجاج ، وهى أم عبد الله بن عمرو ، وخرج طلحة بن أبى طلحة - عبد الله بن عبد عثمان بن عبد الدار - بسلافة بنت سعد بن شهيد الأنصارية ، وخرجت خناس بنت مالك بن المضرب مع آبنها أبى

الصفحة 60