كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 64 """"""
الشماخ .
إذا ما راية رفعت لمجد . . . تلقاها عرابة باليمين قال ابن سعد : وبات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالشيخين ، وكان نازلا في بنى النجار ، واستعمل على الحرس تلك الليلة محمد بن مسلمة في خمسين رجلا ، يطيفون بالعسكر ، وأدلج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في السحر ، ودليله أبو خيثمة ، فانتهى إلى أحد ، فحانت الصلاى ، وهو يرى المشركين ، فأمر بلالا فأذن وأقام ، فصلى بأصحابه الصبح صفوفا .
قال ابن إسحاق : ولما كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالشوط بين المدينة وأحد ، انخزل عنه عبد الله بن أبى بثلث الناس ، وقال : أطاعهم وعصانى ، ما ندرى علام نقتل أنفسناها هنا أيها الناس فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق ، وآتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام ، أخو بنى سلمة ، يقول : ياقوم ، أذكركم الله تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر عدوهم ؛ قالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكن لا نرى أنه يكون قتال . قال : فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم ، قال : أبعدكم الله أعداء الله ، فسيغنى الله عنكم نبيه صلى اللله عليه وسلم .
قال ابن سعد : انخزل عبد الله بن أبى بثلثمائة ، وبقي رسول الله عليه وسلم في سبعمائة ومعه فرسه وفرس لأبى بردة بن نيار . وأقبل يصف أصحابه ويسوى الصفوف على رجليه ، وعليه درعان ومغفر وبيضة ، وجعل له ميمنة وميسرة ، وجعل أحدا وراء ظهره ، واستقبل المدينة ؛ وجعل عينين - جبلا - عن يساره ، وجعل عليه خمسين من

الصفحة 64