كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 66 """"""
أنا الذي عاهدني خليلي . . . ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيول . . . أضرب بسيف الله والرسول
قال الزبير : فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله . وكان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه ، فدعوت الله أن يجمع بينهما ، فالتقيا ، فاختلفا ضرتين ، فضرب المشرك أبا دجانة ، فاتقاه بدرقته ، وضربه أبو دجانة فقتله ، ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ، ثم عدله عنها ، قال الزبير ، فقلت : الله ورسوله أعلم .
قال أبو دجانة : رأيت إنسانا شيئا ، فصمدت له ، فلما حملت عليه السيف ولول ، فإذا امرأة ، واكرمت سيف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن أضرب به امرأة . قالوا : وكان أول من الحرب يوم أحد أبو عامر عبد عمرو بن صيفي ابن مالك بن النعمان ، أحد بنى ضبيعة بن زيد ، وكان قد خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومعه خمسون غلاما من الأوس ، وكان يعد قريشا أن لو قد لقى قومه لم يختلف عليه منهم رجلان . فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة ، فنادى : يا معشر الأوس ، أنا أبو عامر . قالوا : فلا أنعم الله عينا يا فاسق - وكان في الجاهلية يسمى الراهب ، فسماه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفاسق ، كما قدمنا من خبره - قال : فلما سمع ردهم عليه ، قال : لقد أصاب قومى بعدى شر . ثم قاتلهم قتالا شديدا ، ثم راضخهم بالحجارة فراضخوه ، حتى ولى هو وأصحابه هاربين .
قال : وكان أبو سفيان قد قال لأصحاب اللواء من بنى عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال : يا بني عبد الدار ، إنكم قد وليتم لواء يوم بدر ، فأصابنا ما قد رأيتم ، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم ، إذا زالت زالوا ، فإما أن تكفونا لواءنا ، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه ؛ فهموا به وتواعدوه ، وقالوا : نحن نسلم إليك لواءنا ؟ ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع وذلك أراد أبو سفيان .
قال : ولما التقى الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، قامت هند بنت عتبة في النسوة

الصفحة 66