كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
اللاتي معها ، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم ، فقالت هند فيما تقول :
ويها بنى عبد الدار . . . ويها حمادة الأدبار
ضربا بكل بتار
وقالت أيضا :
نحن بنات طارق . . . نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق . . . أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
قال : وكان شعلر المسلمين يوم أحد . أمت ، أمت . ودنا القوم بعضهم من بعض ، والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل ، فتولى هوارب ، فبرز طلحة ابن أبى طلحة ، صاحب لواء المشركين ، وقال : من يبارز ؟ فبرز له على بن أبى طالب ، فالتقيا بين الصفين ، فبدره علي بضربة على رأسه فلق هامته ، فوقع وهو كبش الكتيبة ، فسر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بذلك وكبر ، وكبر المسلمون ، وشدوا على كتائب المشركين يضربونهم حتى نغضت صفوفهم ، ثم حمل لواء المشركين عثمان بن أبى طلحة ، وجعل يرتجز وهو أمام النسوة :
إن على أهل اللواء حقا . . . أن يخضبوا الصعدة أو تندقا
فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب ، فضربه بالسيف على كاهله فقطع يده وكتفه حتى آنتهى إلى مؤتزره ، وبدا سحره ، ثم رجع حمزة وهو يقول : أنا ابن ساقى

الصفحة 67