كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 68 """"""
الحجيج . فحمل اللواء أبو سعد بن أبى طلحة ، فرماه سعد بن أبى وقاص فأصاب حنجرته ، فأدلع لسانه إدلاع الكلب ، فقتله . ثم حمله مسافع بن طلحة بن أبى طلحة ، فرماه علصم بن ثابت بن أبى الأقلح ، فقتله . ثم حمله كلاب بن طلحة ابن أبى طلحة ، فقتله الزبير بن العوام . ثم حمله الجلاس بن طلحة بن أبى طلحة فقتله طلحة بن عبيد الله . ثم حمله أرطاة بن شرحبيل ، فقتله علي بن أبى طالب .
ثم حمله شريح بن قاسط ، فقتل . ثم حمله صؤاب غلامهم ، حبشى ، فقاتل يومئذ حتى قطعت يده ، فاعتنق اللواء حتى قتل عليه ، وهو يقول : اللهم هل أعذرت ، واختلف في قاتله ، فقيل : قتله سعد بن أبى وقاص ، وقيل علي بن أبى طالب ، وقيل : قتله قزمان على الأصح .
قال : فلما قتل أصحاب اللواء صار ملقى ، حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فدفعته لقريش ، فلا ثوابه . ثم انكشف المشركون وانهزموا لا يلوون على شئ ، ونساؤهم يدعون بالويل ، وتبعهم المسلمون يضعون فيهم السلاح فيهم حيث شاءوا حتى أجهضوهم عن العسكر ، ووقعوا ينبهون العسكر ، ويأخذون ما فيه من الغنائم .
قال ابن إسحاق بسند يرفعه إلى الزبير بن العوام ، أنه قال : والله لقد رأيتنى أنظر إلى خدم هند وصواحبها مشمرات هوارب ، مادون أخذهن قليل ولا كثير . قال ابن سعد : وتكلم الرماة الذين على الجبل واختفوا بينهم ، وثبت أميرهم عبد الله بن جبير في نفر يسير دون العشرة ، وقال : لا أجاوزا أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ووعظ أصحابه وذكرهم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقالوا : لم يرد رسول الله هذا ، قد انهزم المشركون ، فما مقامنا ها هنا ؟ فانطلقوا يتبعون العسكر ينتبهون معهم ، وتركوا الجبل . فنظر خالد بن الوليد إلى خلو الجبل وقلة أهله ، فكر بالخيل ، وتبعه عكرمة بن أبى جهل ، فحملوا على المسلمين ، واستدارت رحاهم ، وحالت الريح فصارت دبورا ، وكانت قبل ذلك صبا ، ونادى إبليس - لعنه الله - إن محمدا قد قتل . واختلط

الصفحة 68