كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
قريش وألف وخمسمائة بعير ، فبلغ بواطا ، وهي من جبال جهينة من ناحية رضوى ، وهي قريب من خشب مما يلي الشام ، وبين بواط والمدينة نحو من أربعة برد ، فلم يلقى كيدا ، فرجع ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر غزوة بدر الأولى
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره ، لطلب كرز بن جابر الفهرىّ ، وحمل لواءه على بن أبى طالب ، وكان أبيض ، واستحلف على المدينة زيد بن حارثة ، وكان كرز قد أغار على سرح المدينة فاستاقه ، وكان يرعى بالجماء ، فطلبه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر ، وفاته كرز فلم يلحقه ، فرجع إلى المدينة .
ذكر غزوة ذي العشيرة
العشيرة ، بالشين المعجمة ، وقيل بالسين المهملة ، وقيل : العشيرا بالألف . غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في جمادى الآخرة ، على رأس ستة عشر شهرا من مهاجره ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب ، وكان أبيض ، وآستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومى . وخرج في خمسين ومائة ، ويقال في مائتين من المهاجرين ممن أنتدب ، ولم يكره أحدا على الخروج ، وخرجوا على ثلاثين بعيرا يعتقبونها ، وخرج يعترض لعير قريش حين ابتدأت إلى الشام ، فبلغ ذا العشيرة ، وهي لبنى مدلج بناحية ينبع ، فوجد العير التي خرج لها قد مضت قبل ذلك بأيام ، وهي العير التي خرج أيضا يريدها حين رجعت من الشام ، فكانت فيها وقعة بدر الكبرى .

الصفحة 7