كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 70 """"""
إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلت : أباشر القتال وأذب عنه بالسيف ، حتى خلصت الجراحة إلى . وكان على عاتقها جرح أجوف له غور ، فقيل لها : من أصابك بهذا ؟ فقالت : ابن قمئة ، أقماه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أقبل يقول : دلونى على محمد ، فلا نجوت إن نجا ، فا عترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فضربنى هذه الضربة ، ولقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كان عليه درعان . قال ابن إسحاق : وترس دون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبو دجانة بنفسه ، يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النيل . ورمى سعد ابن أبى وقاص دون رسول الله عليه وسلم ، قال سعد : فلقد رأيته يناولنى النبل ويقول : ارم فداك أبى وأمي ، حتى إنه ليناولنى السهم ما له من نصل ، فيقول : ارم به . قال : وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته ، فردها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بيده ، فكانت أحسن عينيه وأحدهما . قال : وانتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار ، قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ فقالوا : قتل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه ، فقاتل حتى قتل . قال أنس بن مالك : لقد وجدنا به سبعين ضربى ؛ وأصيب عبد الرحمن بن عوف في فمه فهتم ، وجرح عشرين جراحة أو أكثر ، فأصابه بعضها في رجله فعرج .
قال ابن إسحاق : وكان أول من عرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الهزيمة ، وقول الناس : قتل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، كعب بن مالك ، قال كعب : عرفت عينيه تزهر أن تحت المغفرة ، فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين ، أبشروا ، هذا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فأشار إلي : أن أنصت ، قال : فلما عرف المسلمون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب ، معه أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ،

الصفحة 70