كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
تمنى بالضلالة من بعيد . . . وتقسم أن قدرت مع النذور
تمنيك الأماني من بعيد . . . وقول الكفر يرجع في غرور
فقد لا قيت طعنة ذى حفاظ . . . كريم البيت ليس بذى فجور
له فضل على الأحياء طرا . . . إذا نابت ملمات الأمور
قال : ولما انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى فم الشعب خرج علي بن أبى طالب حتى ملأ درقته من الماء ، فجاء به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليشرب منه ، فوجد له ريحا ، فعافه وغسل عن وجهه الدم .
قال : وبينما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالشعب ، معه أولئك النفر من أصحابه ، إذ علت عالية من قريش الجبل ، وكان على تلك الخيل خالد بن الوليد ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل . ونهض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى صخرة من الجبل ليعلموها ، وقد كان بدن وظاهر بين درعين ، فلم يستطع ، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله ، فنهض به حتى استوى عليها . قال ابن هشام : وصلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التي أصابته ، وصلى المسلمون خلفه قعودا .
قال ابن إسحاق : ولما أراد القوم الانصراف أشرف أبو سفيان على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته : أنعمت فعال ، إن الحرب سجال ، يوم بيوم بدر . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : قم يا عمر فأجبه ، فقل : الله أعلى وأجل ، لا سواء ، قتلانا في الجنة ،

الصفحة 72