كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 73 """"""
وقتلاكم في النار ؛ فقال له أبو سفيان : هلم إلي يا عمر ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعمر : ايته فانظر ما شأنه ؛ فأتاه ، فقال له أبو سفيان : أنشدك الله يا عمر ، أقتلنا محمدا ؟ قال عمر : اللهم لا ، وإنه ليسمع كلامك الآن ، قال : أنت أصدق عندى من ابن قمئة وأبر - لقول ابن قمئة لهم : إني قتلت محمدا - قال : واسم ابن قمئة عبد الله .
وروى البخارى عن البراء قال : وأشرف أبو سفيان فقال : أفى القوم محمد ؟ فقال : لا تجيبوه ، قال : أفى القوم ابن أبى قحافة ؟ قال : لا تجيبوه ، قال : أفى القوم ابن الخطاب ؟ فقال : إن هؤلاء قتلوا ، فلو كانوا أحياء لأجابوا . فلم يملك عمر - رضوان الله عليه - نفسه ، فقال : كذبت يا عدو الله ، أبقى الله لك ما يخزنك . قال أبو سفيان : اعل هبل ، فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : أجيبوه ، فقالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا : الله أعلى وأجل ؛ قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : أجيبوه ، قالوا : ما نقول ؟ قال قولوا : الله مولانا ، ولا مولى لكم ؛ قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤنى .
قال ابن سعد : ثم نادى أبو سفيان عند انصرافه : إن موعدكم بدر العام القابل .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لرجل من أصحابه : قل له : نعم هو بيننا وبينك موعد . ثم بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبى طالب فقال : آخرج في آثار القوم ، فانظر ماذا يصنعون ، وماذا يريدون ، فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فهم يريدون المدينة ، والذي نفسى بيده لئن أرادوها لأسيرت إليهم فيها ، ثم لأناجزنهم . قال علي : فخرجت في آثارهم فرأيتهم قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، وتوجهوا إلى مكة .
ذكر خبر مقتل حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه ، وما فعلته هند بنت عتبة ، وما قالته من الشعر ، وما أجيبت به
كان حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه ، قد قتل من ذكرنا من المشركين آنفا ،

الصفحة 73