كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
ومر به سباع بن عبد العزى الغبشانى ، وكان يكنى بأبى نيار ، فقال له حمزة : هلم إلى يابن مقطعة البضور - وكانت أمه أم أنمار مولاة شريق بن عمر بن وهب الثقفى ، وكانت ختانة بمكة - فلما التقيا ضربه حمزة فقتله . فقال وحشى غلام جبير بن مطعم : والله إني لأنظر إلى حمزة يهذ الناس بسيفه هدا ما يقوم له شئ ، فو الله إني لأتهيأ أريده ، وأستتر منه بشجرة أو بحجر ليدنو منى ، إذ تقدمنى إليه سباع ، فلما رآه حمزة قال له قال ، فضربه حمزة فقتله ، فهززت حربتى حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ، حتى خرجت من بين رجليه ، وذهب لينوء نحوى فغلب ، فتركته وإياها حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتى ، ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ، فلم يكن لي بغيره حاجة ، إنما قتلته لأعتق .
قال ابن إسحاق : ووقفت هند بنت عتبة والنسوة اللاتى معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، يجد عن الآذان والآنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم قلائد وخدما ، وأعطت قلائدها وخدمها وفرطها وحشيا ، وبقرت عن كبد حمزة فلا كتها فلم تسطع أن تسيغها ، فلفظها ، ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها ، ثم قالت :
نحن جزينا كم بيوم بدر . . . والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي صبر . . . ولا أخى وعمه وبكرى
شفيت نفسى وقضيت وترى . . . شفيت وحشى غليل صدرى
فشكر وحشى على عمرى . . . حتى ترم أعظمى في قبرى
فأجابتها هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب فقالت :

الصفحة 74