كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 76 """"""
أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع : حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله . قال ابن إسحاق يرفعه إلى ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بحمزة فسجى ببرد ، ثم صلى عليه وكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة ، فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة . قالت : وأقبلت ضفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها حمزة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لابنها الزبير ابن العوام : القها فارجعها لا ترى ما بأخيها . فقال لها : يا أماه : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يأمرك أن ترجعى ، فقالت : ولم ؟ وقد بلغنى أنه قد مثل بأخى ، وذلك في الله عز وجل ، فما أرضانى أنا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرت إن شاء الله تعالى . فلما جاء الزبير إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأخبره بذلك قال : خل سبيلها ، فأتته ، فنظرت إليه ، وصلت عليه ، واسترجعت ، واستغفرت له ، ثم أمر به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فدفن . قال : واحتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى المدينة ، فدفنوهم بها . ثم نهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن ذلك ، وقال : ادفنوهم حيث صرعوا .
ذكر تسمية من استشهد من المسلمين يوم أحد
قال ابن إسحاق : استشهد من المسلمين يوم أحد سبعون رجلا ، كان منهم من المهاجرين من بنى عبد المطلب ، رضى الله عنه ، وقد تقدم خبر مقتله . ومن بنى أمية : عبد الله بن جحش ، حليف لهم من بنى أسد بن خزيمة قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق . ومن بنى عبد الدار بن قصى : مصعب ابن عمير ، قتله عبد الله بن قمئة الليثى . ومن بنى مخزوم بن يقظة : شماس بن عثمان قتله أبى بن خلف .
لم يذكر ابن إسحاق غير هؤلاء الأربعة .
وقال محمد بن سعد في طبقاته الكبرى : وعبد الله ، وعبد الرحمن ، أبنا الهبيب ، من بنى سعد بن ليث ، ووهب بن قابوس المزنى ، وابن أخيه الحارث بن عقبة ابن قابوس . وزاد الثعلبى سعدا مولى عتبة ، ولم يذكر الأربعة الذين ذكرهم ابن سعد ، بل عد المهاجرين خمسة .