كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
وفي هذه الغزاة وادع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بنى مدلج وحلفاءهم من بنى ضمرة . وفيها كنّى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليا رضى الله عنه أبا تراب ، وقيل في غيرها .
ذكر سرية عبد الله بن جحش الأسدى إلى نخلة
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجره في آثنى عشر رجلا من المهاجرين . كل أثنين يعتقبان بعيرا . قال ابن إسحاق : وكتب له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابا ، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ويمضي لما أمره به ، ولا يستكره أحد من أصحابه . قال : وكان معه أبو حذيفة بن ربيعة ، وعكاشة بن محصن ، وعتبة ابن غزوان بن جابر ، وسعد بن أبى وقاص ، وغامر بن ربيعة ، وواقد بن عبد الله التميمي ، وخالد بن البكير أحد بنى سعد بن ليث ، وسهيل بن بيضاء . هؤلاء الذين عدهم آبن إسحاق ؛ وكان معهم المقداد بن عمرو ، حكاه محمد بن سعد . قال آبن إسحاق : فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب فإذا فيه : إذا نظرت في كتابي هذا فأمض حتى تنزل نخلة ، بين مكة والطائف ، فترصد بها قريشا ، وتعلم لنا من أخبارهم . فلما نظر عبد الله في الكتاب قال : سمع وطاعة . ثم ذكر ذلك لأصحابه وقال لهم : قد نهاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن أستكره أحد منكم ، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ، ومن كره ذلك فليرجع ، فاما أنا فماض لأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فمضوا كلهم ، وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران ، أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرهما ، فتخلفا في طلبه ، ومضى عبد الله وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة ، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما من تجارة من تجارة قريش - قال آبن سعد : وخمرا - وفيها عمرو بن الحضرمى ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ، وأخوة نوفل ، والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة .

الصفحة 8