كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 84 """"""
الربانيون الولاة ، والربيون الرعية . وقيل : الربيون الذين يعبدون الرب تعالى . قال : ومعنى الآية ، فما ضعفوا عن الجهاد لما أصابهم في سبيل الله لما نالهم من الجراح وقتل الأصحاب ، وما عجزوا بقتل نبيهم وما ضعفوا وما استكانوا قال قتادة والربيع : يعنى وما آرتدوا عن بصيرتهم ودينهم ، ولكنهم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيهم حتى لحقوا بالله تعالى . قال السدى : وما ذلوا .
وقال عطاء : وما تضرعوا . وقال مقاتل : وما آستسلموا وما خضعوا لعدوهم ، ولكنهم صبروا على ربهم ، وطاعة نبيهم ، وجهاد عدوهم والله يحب الصابرين " .
قوله تعالى : " وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا آغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وآنصرنا على القوم الكافرين " قال : معنى الآية ، " قولهم " عند قتل نبيهم " إلا أن قالوا ربنا أغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا " يعنى خطايانا " وثبت أقدامنا " لئلا تزول " وآنصرنا على القوم الكافرين " .
قوله تعالى : " فأتهم الله ثواب الدنيا " يعنى النصر والغنيمة " وحسن ثواب الآخرة " الجنة " والله يحب المحسنين " .
قوله تعالى : " يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا " قال علي ، رضى الله عنه : يعنى المنافقين في قولهم للمؤمنين عند الهزيمة : ارجعوا إلى إخوانكم ، وآدخلوا في دينكم . " يردوكم على أعقابكم أي ترجعوا على أول أمركم الشرك " فتنقلبوا خاسرين " أي فتصيروا مغبونين " بل الله مولاكم " أي ناصركم وحافظكم على دينكم " وهو خير الناصرين " . قوله تعالى : " سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب " قال السدى : لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة انطلقوا حتى بلغوا بعض الطريق ثم إنهم ندموا ، وقالوا : بئس ما صنعنا ، قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم ، ارجعوا فأستأصلوهم ؛ فلما عزموا على ذلك ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب ، حتى رجعوا عما هموا به ، فأنزل الله تعالى : " سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب " يعنى الخوف بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا أي حجة وبيانا وعذرا وبرهانا ، ثم أخبروا الله تعالى عن مصيرهم ، فقال : ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين أي مقام الكافرين .
قوله تعالى : ولقد صدفكم الله وعده قال محمد بن كعب القرظى : لما

الصفحة 84