كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 92 """"""
لي ، فرجعنا جريحين ، فلما أذن مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالخروج في طلب العدو ، قلت لأخى ، وقال لي : أتفوتنا غزوة مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ ما لنا دابة نركبها ، وما منا إلا جريح ثقيل ، فخرجنا مع رسول الله وكنت أيسر جرحا من أخي ، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة ، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون .
قال : وأنزل الله تعالى على رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) " الذين آستجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح " هم الذين ساروا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى حمراء الأسد ، على ما بهم من ألم الجراح ، إلى قوله : " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وآتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " .
ذكر سرية أبى سلمة بن عبد الأسد المخزومى
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى قطن - وهو جبل بناحية قيد ، به ماء لبنى أسد بن خزيمة - في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره .
وذلك أنه بلغه ( صلى الله عليه وسلم ) ، أن طليحة وسلمة ابنى خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعوانهم إلى حرب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فبعث أبا مسلمة وعقد له لواء ، وبعث معه مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار ، فأصابوا إبلا وشاء ، ولم يلقوا كيدا ، فانحدر أبو سلمة بذلك كله إلى المدينة .
ذكر سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد الهذلى
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فخرج من المدينة يوم الآثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة .
وذلك أنه بلغ النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، أن سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي ثم اللحيانى - هكذا سماه محمد بن سعد في طبقاته .
وقال ابن إسحاق : خالد بن سفيان بن نبيح قد جمع الجموع لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فبعث إليه عبد الله بن أنيس وحده فقتله وجاء برأسه . وكانت غيبته عشرة ليلة ، وقدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم . قاله ابن سعد .