كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
فقام مالك بن نمط بين يديه ، ثم قال : يا رسول الله نصيّةٌ من همدان من كل حاضر و بادٍ ، أتوك على قلصٍ نواجٍ ، متّصلة بحبائل الإسلام ، لا تأخذهم فى الله لومة لائم ، من مخلاف خارفٍ ويامٍ وشاكر ، أهل السّود والقود ، أجابوا دعوة الرسول ، وفارقوا آلهات الأنصاب ، عهدهم لا ينقض ما أقامت لعلع ، وما جرى اليعفور بضلع . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " نعم الحيّ همدان ، ما أسرعها إلى النّصر ، وأصبرها على الجهد ، ومنهم أبدال ، وفيهم أوتاد الإسلام " ، وكتب لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابا ؛ فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم . كتابٌ من محمد رسول الله لمخلاف خارفٍ وأهل جناب الهضب وحقاف الرّمل ، مع وافدها ذي المشعار مالك بن نمط ، ومن أسلم من قومه ، على أن لهم فراغها و وهاطها وعزازها ، يأكلون علافها ، ويرعون عافيها ، لنا منهم من دفئهم وصرامهم ما سلّموا بالميثاق والأمانة ، ولهم من الصّدقة الثّلب والنّاب والفصيل والفارض والدّاجن والكبش الحوريّ ، وعليهم فيها الصّالغ

الصفحة 10