كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
أشعر ، وأنا عائذ بك فأجرني . قال : كلا ، والحرم الأمين ، لا أجير من قاتل المسلمين ، وعبد غير رب العالمين . قال فناديت ، إني أسلم ، فقال : إن أسلمت سقط عنك القصاص ، وألبثك الخلاص ، وإلا فلا مناص . قال فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، فقال : نجوت وهديت ، لولا ذاك لرديت ، فارجع من حيث جيت . قال : فرجعت أقفوا أدراجي ، فإذا هو يقول : امتط السمع الأزل ، يعل بك التل ، فهناك أبو عامر يتبع الفل . قال : فالتفت فإذت سمع كالأسد النهد ، فركبته ومر ينسل ، حتى انتهى إلى تل عظيم ، فتوقل فيه إلى أن تسنمه ، فأشرفت منه على خيل المسلمين ، فنزلت عنه وصوبت الحدور نحوهم ، فلما دنوت منهم خرج إلى فارس ، كالفالج الهائج ، قفال : ألق سلاحك لا أم لك ، فألقيت سلاحي . فقال : ما أنت ؟ قلت : مسلمٌ ، قال : فسلام عليك ورحمة الله ، قلت : وعليك السلام والرحمة والبركة ، من أبو عامر ؟ قال : أنا هو ، قلت : الحمد لله ، قال لا بأس عليك ؛ هؤلاء إخوانك المسلمون ، أما رأيتك بأعلى التل فارساً فأين فرسك ؟ قال فقصصت عليه القصة ، فأعجبه ما سمع منى : وسرت مع القوم أقفوا بهم آثار هوازن حتى بلغوا من ذلك ما أرادوه .
والأخبار في مثل ذلك كثيرة ، وقد أتينا منها بما نكتفي به ، فلنذكر خلاف ذلك من سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر رسل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الذين بعثهم إلى الملوك وغيرهم ، وما كتب به إليهم ، وما أجابوا به
كانت رسل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، على ما أورده الشيخ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله ، أحد عشر رجلاً ؛ وهم : عمرو بن أمية الضمري ، ودحية بن خليفة الكلبي ، وعبد الله بن حذافة السهمي ، وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي ، وعمرو بن العاص ، وسليط بن عمرو العامري ، وشجاع بن وهب الأسدي ، والمهاجر بن أبي أمية المخزومي ، والعلاء بن الحضرمي ، وأبو موسى الأشعري ، ومعاذ بن جبل . هؤلاء الذين أثبتهم .

الصفحة 102