كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 104 """"""
ذكر إرسال عمرو بن الأمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة وإسلامه
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى النجاشي ، وكتب معه كتابين ، يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ، ويتلو عليه القرآن ، ، فأخذ النجاشي كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فوضعه على عينيه ، ونزل عن سريره فجلس على الأرض ، ثم أسلم وشهد شهادة الحق ، وقال : لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته ، وكتب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بإجابته ، وتصديقه وإسلامه على يدي جعفر بن أبي طالب لله رب العالمين . وكان جعفر ممن هاجر إلى الحبشة كما قدمنا ذكر ذلك .
وفي الكتاب الثاني ، يأمره أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ، وكانت قد هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها عبد الله بن جحش الأسدي ، فتنصر هناك ومات ، وأمره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يبعث إليه من قبله من أصحابه الذين هاجروا إلى الحبشة وأن يحملهم ، ففعل ، وزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أم حبيبة ، وأصدقها أربعمائة دينار ، وأمر بجهاز المسلمين وما يصلحهم ، وحملهم في سفينتين مع عمرو بن أمية ، وجعل كتابي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حق من عاجٍ ، وقال : لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرها .
ذكر إرسال دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليه ، وكتب إليه : " بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد عبد الله و روسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلامٌ على من اتبع الهدى - أما بعد - فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك إثم اليريسين ، و " يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ يعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " . وبإسنادنا المتقدم ، إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري ، قال : حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان ، قال حدثنا شعيب ، عن الزهري ، قال أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أن عبد الله بن عباس أخبره ، أن أبا سفيان بن حرب أخبره ، أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشام ، في

الصفحة 104