كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 107 """"""
معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد ؟ وأن يثبت ملككم فتبايعوا لهذا النبي ، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى هرقل نفرتهم ، وأيس من الإيمان ، قال : ردوهم عليه ، وقال : إني قلت مقالتي آنفاً أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت . فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل .
رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الزهري .
وقد قدمنا من خبر هرقل في شأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتحقيق نبؤته عنده في فصل من بشر في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما تقف عليه هناك .
ذكر إرسال عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليه ، يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا ؛ قال عبد الله : فدفعت إليه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقرئ عليه ثم أخذه فمزقه ، فلما بلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " اللهم مزق ملكه " . وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن أن ابعث من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز ، فليأتيا بخبره . فبعث باذان قهرمانه ، ورجلاً آخر وكتب معهما كتاباً ، فقدما المدينة ، فدفعا كتاب باذان إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترعد ، وقال : " ارجعا عني يومكما هذا حتي تأتياني الغد فأخبركما بما أريد " فجاءاه الغد ، فقال لهما : " أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها - وهي ليلة الثلاثاء لعشر ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة - وأن الله تعالى سلط عليه ابنه شيرويه فقتله " فرجعا إلى باذان بذلك فأسلم هو والأبناء الذين في اليمن .
ذكر إرسال حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية عظيم القبط ، واسمه جريج بن مينا
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليه ، يدعوه إلى الإسلام ، وكتب معه كتاباً فأتاه ، وأوصل إليه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقرأه ، وقال خيراً ، وجعل الكتاب في حقّ من عاج ، وختم