كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 109 """"""
ولو كان باليمن جئته ، عليّ بالناس فلم يزل يفرض حتى قام ، وأمر بالخيول تنعل ، ثم قال : أخبر صاحبك ما ترى . وكتب إلى قيصر يخبره خبري وما عزم عليه ، فكتب إليه قيصر : ألا تسير إليه ، واله عنه ، ووافني بإيلياء ، فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال لي : متى تريد أن تخرج إلى صاحبك ؟ فقلت : غداً ، فأمر لي بمائة مثقال ذهب ، ووصلني مرى ، وأمر لي بنفقة وكسوة ، وقال : اقرأ على رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - منّي السلام . فقدمت على رسول الله فأخبرته ، فقال : " باد ملكه " وأقرأته من مرى السلام ، وأخبرته بما قال ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " صدق " ومات الحارث بن أبي شمر عام الفتح .
ذكر إرسال سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن عليّ الحنفي باليمامة
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليه ، يدعوه إلى الإسلام ، وكتب معه كتابا ، فقدم عليه فأنزله وحباه ، وقرأ كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكتب إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله ، وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني ، فاجعل لي بعض الأمر أتّبعك . وأجاز سليط بن عمرو بجائزة وكساه أثواباً من نسج هجر ، فقدم بذلك كله على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأخبره عنه بما قال ، فقرأ كتابة وقال : " لو سألني سيابةً من الأرض ما فعلت ، باد وباد ما في يديه " فمات عام الفتح . فهؤلاء الستة الذين بعثهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المحرم سنة سبع .
وبعث ( صلى الله عليه وسلم ) العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين .
قال محمد بن سعد : بعثه عند منصرفه من الجعرانة إليه ، يدعوه إلى الإسلام ، وكتب إليه كتابا . فكتب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بإسلامه وتصديقه ، و " أني قرأت