كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 110 """"""
كتابك على أهل هجر ، فمنهم من أحب الإسلام ، وأعجبه ودخل فيه ، ومنهم من كرهه ، وبأرضي مجوسٌ ويهودٌ ، فأحدث إليّ في ذلك أمرك " فكتب إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ، ومن أقام على يهودتيه أو مجوسيته فعليه الجزية ، وبألا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم " .
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي ، وأوصاه به خيراً ، وكتب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى العلاء فرائض الإبل ، والبقر والغنم ، والثمار والأموال ، فقرأ العلاء كتابه على الناس وأخذ صدقاتهم .
وبعث ( صلى الله عليه وسلم ) عمرو بن العاص إلى ملكي عمان . قال محمد بن سعد : بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في ذي القعدة ، سنة ثمان من مهاجره ، إلى جيفر وعبدٍ ابني الجلندي ، وهما من الأزد ، والملك منهما جيفر ، يدعوهما إلى الإسلام ، وكتب معه إليهما كتابا ، قال عمرو : لما قدمت عمان عمدت إلى عبدٍ ، وكان أحلم الرجلين وأسهلهما خلقا ، فقلت : إني رسول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليك وإلى أخيك ، فقال : أخي المقدم عليّ بالسن والملك وأنا أوصلك إليه حتى تقرأ كتابك ، فمكثت أياماً ببابه ، ثم دعاني فدخلت عليه فدفعت إليه الكتاب مختوماً ، ففضّ خاتمه وقرأه حتى انتهى إلى آخره ، ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثل قراءته ، إلا أني رأيت أخاه أرق منه ، فقال : دعني يومى هذا وارجع إليّ غدا ، فلما كان من الغد رجعت إليه ، فقال : إني فكرت فيما دعوتني إليه ، فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلا ما في يدي ، قلت : فإني خارج غدا ، فلما أيقن بمخرجي أصبح فأرسل إلي ، فدخلت عليه فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعا ، وصدّقا بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وخلّيا بيني وبين الصدقة ، وبين الحكم فيما بينهم ، وكانا لي عونا على من خالفني ، فأخذت الصدقة من أغنيائهم ، فرددتها في فقرائهم ، ولم أزل مقيما بينهم حتى بلغنا وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وبعث ( صلى الله عليه وسلم ) المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث الحميري ، وهو الحارث بن عبد كلال مللك اليمن .
وبعث ( صلى الله عليه وسلم ) أبا موسى الأشعري ، ومعاذ بن جبل إلى اليمن . وكانا جميعا داعيين إلى الإسلام ، فأسلم عامة أهل اليمن ، ملكوهم وعامتهم طوعا . هؤلاء الرسل الذين ذكرهم الشيخ أبو محمد عبدالمؤمن بن خلف الدمياطي في مختصر السيرة .

الصفحة 110